الدورة الشهرية

الدورة الشهرية


الدورة الشهرية هي عملية فسيولوجية تحدث بشكل دوري في جسم المرأة، حيث تتفاعل مجموعة من الهرمونات معًا لإعداد الجسم لاحتمالية حدوث الحمل. تبدأ الدورة الشهرية عادةً مع البلوغ وتستمر حتى الوصول إلى سن اليأس، حيث تشهد المرأة العديد من التغيرات الهرمونية والجسدية على مدار الدورة.

تعد الدورة الشهرية جزءًا أساسيًا من صحة المرأة، حيث تعكس توازن الهرمونات في الجسم. كما أنها تلعب دورًا حيويًا في تجهيز الجهاز التناسلي لاستقبال الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد يشير وجود أي اضطرابات  إلى مشكلات صحية قد تتطلب تدخلاً طبيًا، مثل تكيسات المبيض أو اضطرابات الغدة الدرقية.

من المهم أن تكون الدورة الشهرية منتظمة وصحية لضمان وظائف الجهاز التناسلي الطبيعية والحفاظ على صحة المرأة بشكل عام.

في أي عمر يبدأ نزيف الدورة الشهرية عادة؟

عادةً ما يبدأ الحيض في سن 12 عامًا تقريبًا، إلا أنه قد يبدأ في بعض الأحيان في وقت مبكر عند سن 8 سنوات أو في وقت لاحق يصل إلى 16 عامًا. بشكل عام، تحدث الدورة الشهرية لدى معظم النساء بعد بضع سنوات من ظهور شعر الثدي والعانة.

أما بالنسبة لانقطاع الحيض، فيحدث عادةً عند بلوغ المرأة سن 51 عامًا تقريبًا. عند الوصول إلى هذه المرحلة، يتوقف المبيض عن إنتاج البويضات، مما يعني التوقف الكامل للإباضة. إذا توقفت الدورة الشهرية لمدة عام كامل، فإن ذلك يشير إلى بداية مرحلة انقطاع الطمث.

مامدة الدورة الشهرية الطبيعية ؟

المدة الطبيعية 28 يوم. ومع ذلك، يمكن أن يختلف طول الدورة من 21 يومًا إلى 35 يومًا تقريبًا، و يعتبر ذلك ضمن الحدود الطبيعية أيضاً.

كيفية حساب موعد الدورة الشهرية

اليوم الأول  هو اليوم الأول في فترة الحيض، واليوم الأخير هو اليوم الذي يسبق اليوم الأول من فترة الدورة الشهرية التالية، ومتوسط الوقت بين هذين الحدثين هو 28 يومًا، ولكن تختلف كل امرأة عن الأخرى، كما ذكرنا سابقاً. فقد تكون هذه الفترة الزمنية أطول أو أقصر بسبب الظروف الموسمية أو طبيعة التغذية أو الصحة العقلية والجسدية، ولكن تتراوح عند معظم النساء بين 21 – 30 يومًا. وخلاف ذلك، تُعد الدورة الشهرية غير منتظمة و ينبغي على الأنثى البحث عن أسباب عدم انتظامها.

لذلك الخطوة الأولى هي تحديد اليوم الأول في التقويم، ومن ثم البدء بالعد منذ اليوم الأول حتى اليوم الذي يسبق اليوم الأول من الدورة الشهرية التالية. فعلى سبيل المثال إن بدأت الدورة الشهرية في 5 حزيران وبدأت الدورة التالية في 2 تموز، فإن طول الدورة الشهرية يكون 27 يومًا.

ما أهم أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، مثل الحمل، والرضاعة الطبيعية، واضطرابات الشهية، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وفشل المبايض المبكر، ومرض التهاب الحوض، والأورام الليفية الرحمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم عوامل أخرى مثل التوتر، وتغيرات الوزن، والإفراط في ممارسة الرياضة، وبعض الأمراض المزمنة، واستخدام بعض الأدوية في حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية. و يمكن شرح هذه الأسباب بشكل مفصل.

الحمل والرضاعة الطبيعية

انقطاع الحيض قد يكون أول علامة على الحمل. كما أن الرضاعة الطبيعية قد تؤخر عودة الدورة الشهرية بعد الولادة.

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)

تعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لعدم انتظام الدورة. تسبب هذه المتلازمة تضخم المبايض وظهور أكياس صغيرة عليها.

فشل المبيض المبكر

يحدث فشل المبايض المبكر عندما تتوقف المبايض عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية.

مرض التهاب الحوض (PID)

التهابات الأعضاء التناسلية يمكن أن تتسبب في نزيف حيض غير منتظم، مما يؤثر على انتظام الدورة الشهرية.

الأورام الليفية الرحمية

هي أورام غير سرطانية في الرحم قد تؤدي إلى غزارة الدورة الشهرية أو استمرارها لفترة أطول من المعتاد.

عوامل أخرى

تتضمن العوامل المساهمة في عدم انتظام الدورة الشهرية التوتر النفسي، التغيرات المفاجئة في الوزن، والإفراط في ممارسة الرياضة، والأمراض المزمنة مثل السكري واضطرابات الغدة الدرقية. كما يمكن أن تؤثر بعض الأدوية، مثل موانع الحمل الهرمونية، على انتظام الدورة.

متى يكون نزيف الدم في الدورة الشهرية غير طبيعي؟

يعد النزيف جزءًا طبيعيًا من الدورة الشهرية لدى النساء، ويعتبر مؤشرًا على صحة الجهاز التناسلي. ومع ذلك، قد تواجه بعض النساء تغيرات غير طبيعية في كمية النزيف أو مدته، مما يستدعي استشارة الطبيب.

غزارة الدورة الشهرية تعني أن النزيف يكون أكثر من المعتاد، وقد يكون شديدًا للغاية. تُعد الأسباب المحتملة لذلك متنوعة، بما في ذلك خلل الهرمونات أو مشكلات صحية في الرحم أو الأعضاء التناسلية. يُعتبر نزيف الدورة الشهرية الغزير خطرًا نظرًا لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات صحية مثل فقر الدم (الأنيميا) نتيجة فقدان كميات كبيرة من الدم، كما يصاحبه ألم شديد غير المعتاد.

من الضروري زيارة الطبيب في الحالات التالية:

  • تغيير الفوطة الصحية كل ساعة عدة مرات خلال اليوم.
  • الحاجة إلى استخدام أكثر من فوطة صحية للتحكم في النزيف.
  • استمرار النزيف لأكثر من أسبوع.
  • خروج جلطات دموية أكبر من المعتاد.
  • تأثير النزيف على القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
  • الشعور بالتعب والإرهاق، أو ضيق التنفس، أو الحمى، أو علامات أخرى للعدوى.

ينبغي على النساء اللواتي يعانين من أي من هذه الأعراض استشارة الطبيب لتقييم الحالة والبحث عن العلاج المناسب.

أهم أسباب نزيف الدورة الشهرية غير الطبيعي

تختلف أسباب النزيف غير الطبيعي بحسب الحالة الصحية والعوامل الفردية لكل امرأة، ومن أبرز الأسباب:

  • الأورام الليفية الرحمية
  • الزوائد الرحمية (البوليب):
  • الاضطرابات الهرمونية
  • العضال الغدي
  • اضطرابات التبويض
  • سرطان الرحم أو عنق الرحم
  • الإصابة بالتهابات في الجهاز التناسلي
  • استخدام موانع الحمل مثل اللولب
  • تناول بعض الأدوية مثل مضادات التخثر
  • مؤشرًا مبكرًا على وجود سرطان في الجهاز التناسلي.

ما أهم طرق تشخيص عدم انتظام الدورة الشهرية ؟

يستلزم علاج عدم انتظام الحيض التشخيص الجيد، ومعرفة السبب الدقيق، ويشمل التشخيص الفحص السريري وفحص الحوض، وبعض الفحوصات الأخرى، مثل:

  • سونار الحوض و الرحم و المبايض
  • تحليل مسحة عنق الرحم.
  • تنظير الرحم (Hysteroscopy)
  • فحص الدم للاطلاع على صحة وظيفة الغدة الدرقية ومشاكل التخثر وفقر الدم
  • تحليل عينة من بطانة الرحم

الدورة الشهرية

مالعلاقة بين الدورة الشهرية و الاضطرابات النفسية؟

أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الحالة النفسية للمرأة تلعب دورًا مهمًا في انتظام عادتها الشهرية، حيث أن الدماغ مسؤول عن إفراز الهرمونات الأساسية التي تنظم هذه الدورة. في حال تعرض المرأة للتوتر المستمر في حياتها اليومية، فإن ذلك قد يؤثر على قدرة الدماغ في إنتاج هذه الهرمونات بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى اضطرابات في الطمث.

من ناحية أخرى، تؤثر الدورة الشهرية أيضًا في الحالة النفسية للعديد من النساء، حيث يواجه حوالي 75% منهن أعراضًا نفسية وجسدية قبل بدء الدورة الشهرية بحوالي أسبوع أو أسبوعين. وهذه الأعراض تتجاوز الفروق الثقافية والعرقية والاقتصادية، مما يبرز تأثير الدورة الشهرية على التوازن النفسي.

و تتفاوت الأعراض النفسية بين الاكتئاب، القلق، وغيرها من الاضطرابات، حيث تزداد حدة هذه الأعراض في فترة ما قبل الطمث أو خلاله. كما أن التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى عدم انتظام الطمث بسبب التأثيرات النفسية. لذلك، من المهم متابعة أعراض تقلبات المزاج وعلاقتها بالدورة الشهرية، وعدم إهمال أي تغيرات قد تشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى علاج.

و يعود تفسير هذه الأعراض إلى التذبذب الهرموني للإستروجين والبروجستيرون الذي يحدث في جسم المرأة خلال هذه الفترة، ودوره في تغيّر مستويات النواقل العصبية التي تُعرَف بالسيروتونين (Serotonin) أو هرمون السعادة، والدوبامين (Dopamine)، وهي مركبات كيميائية تؤثر في المزاج والنوم والنشاط. على الرغم من وجود علاقة تربط التغيرات الهرمونيّة الطبيعيّة ومستوى النواقل العصبيّة بتغيّر المزاج والحالة النفسية لدى المرأة، فإنّ بعض النساء لا يعانين من هذه الأعراض خلال الدورة الشهريّة، وقد يعود ذلك إلى العامل الجيني وتأثيره في طريقة تفاعل الدماغ مع تغير مستوى الهرمونات الطبيعي فيه

هل يؤثر عدم انتظام الدورة الشهرية على القدرة على الحمل الطبيعي ؟

يُعدّ هذا الأمر عاملاً يمكن أن يُصعّب من فرص الحمل، نظرًا لتأثيره المباشر على إمكانية تحديد وقت الإباضة بدقة، وهو ما يُعدّ أمرًا أساسيًا لتحقيق الإخصاب. ويُعزى هذا الاضطراب في كثير من الحالات إلى خلل في التوازن الهرموني، ومن أبرز أسبابه متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، التي تُعدّ من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا وتؤثر سلبًا على الإباضة والخصوبة.

ومع ذلك، فإن عدم انتظام الطمث لا يعني بالضرورة استحالة الحمل؛ فالإباضة قد لا تزال تحدث وإن كانت بآلية غير منتظمة أو غير متوقعة، وبالتالي تظل فرص الحمل ممكنة وإن كانت أقل مقارنة بالنسبة للنساء ذوات الدورة المنتظمة.

عند تقييم حالات عدم انتظام الدورة، يلجأ الأطباء عادةً إلى إجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب الكامن، وتشمل هذه الفحوصات تقييم مستويات الهرمونات التناسلية، وتحليل وظائف الغدة الدرقية، وأحيانًا تقييم مؤشرات أخرى مثل هرمون البرولاكتين. ويُبنى العلاج على السبب المُشخّص، حيث قد يُوصى باستخدام أدوية لتحفيز الإباضة مثل الكلوميفين سيترات أو ليتروزول، بهدف تحسين فرص حدوث الحمل.

مالأغذية التي ينبغي على المرأة تجنبها خلال فترة الدورة الشهرية؟

خلال فترة الطمث، ينصح الأطباء بتجنب المواد الغذائية التي قد تُفاقم الأعراض مثل الانتفاخ، والتشنجات، والألم. من بين هذه الأطعمة: الكافيين، والأطعمة المصنعة،  الأطعمة المالحة، والوجبات الغنية بالسكر، والأطعمة الدهنية، وبعض الخضروات مثل البروكلي والقرنبيط، وبعض أنواع الفاكهة مثل البابايا، والمشروبات الغازية.

في المقابل، يُنصح بتناول الأطعمة التي تعزز الصحة وتخفف من الأعراض، مثل:

الأطعمة الغنية بالحديد: لتعويض الحديد المفقود خلال الحيض.

الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم: للمساعدة في تخفيف التقلصات العضلية.

الأطعمة الغنية بالألياف: لدعم صحة الجهاز الهضمي ومنع الإمساك.

الماء: للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف.

شاي الأعشاب الدافئ: لتخفيف آلام الدورة الشهرية.

الخضروات والفواكه الطازجة: للحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية.

الدورة الشهرية

هل يمكن إجراء عملية طفل الأنبوب في حال عدم انتظام  الدورة الشهرية؟

نعم، يمكن إجراء عملية طفل الأنبوب (IVF) حتى في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية، ولكن هناك بعض النقاط المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار وهي السبب الأساسي لعدم انتظام الطمث لتحديد البروتوكول العلاجي الذي ينبغي اتباعه.

عملية الحقن المجهري هي أحد الحلول التي يلجأ لها الأزواج من أجل الإنجاب، تقوم على مبدأ سحب البويضات الناضجة من مبيض المرأة وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر. ومن ثم إعادة  البويضة الملقحة (الجنين) إلى رحم المرأة لتنمو وتتطور.

إذاً إن عدم انتظام الدورة في بعض الاحيان لا تؤثر على الحقن المجهري، فهو بالعكس وجد لحل مشكلة الإنجاب. حيث يتم تحفيظ الإباضة عند النساء اللواتي يعانين من اضطراب الطمث طريق الأدوية ومن ثم يتم سحب أجود البويضات لتلقيحها مخبرياً بالحيوانات المنوية.

التشخيص الطبي

قبل البدء في عملية طفل الأنبوب، يجب تقييم السبب وراء عدم انتظام الدورة الشهرية. بعض الأسباب الشائعة تشمل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، اضطرابات هرمونية، أو مشاكل في الرحم أو المبايض. يحتاج الطبيب إلى تشخيص السبب بدقة لتحديد الخطة العلاجية المناسبة.

تنظيم الدورة الشهرية

في حالات معينة من عدم انتظام الطمث، قد يتم استخدام أدوية لتنظيم الدورة قبل بدء عملية طفل الأنبوب. على سبيل المثال، يمكن استخدام الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون لضبط الدورة الشهرية، مما يساعد على خلق بيئة مثالية للتحفيز المبيضي والإباضة.

تحفيز الإباضة

في عملية طفل الأنبوب، يتم تحفيز المبيضين باستخدام أدوية لتحفيز نمو العديد من البويضات. في حالة عدم انتظام الطمث، قد يتطلب الأمر المزيد من المراقبة الدقيقة خلال هذه المرحلة لضمان استجابة المبايض بشكل مناسب. يمكن أن تتطلب بعض الحالات تعديلات على الجرعات أو أوقات العلاج.

الفحص والمراقبة المستمرة

نظرًا لوجود خلل، فإن الفحوصات والمراقبة المستمرة (مثل تحليل الدم واستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية) تصبح أكثر أهمية خلال عملية طفل الأنبوب لضمان نجاح العملية وتجنب أي مشاكل محتملة.

في النهاية، على الرغم من وجود تحديات إضافية في حالة عدم انتظام الطمث، إلا أن الأطباء المتخصصين في معالجة العقم و الحقن المجهري يمكنهم إدارة هذه الحالة بشكل فعال من خلال استراتيجيات وعلاجات مخصصة لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

لمعرفة المزيد عن عمليات طفل الأنبوب و الحقن المجهري في حال انقطاع أو عدم انتظام الدورة الشهرية يرجى مراسلتنا على الانستغرام، الفيسبوك أو على الواتساب مباشرة.

بدون تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *